مقالات

الفقد أليم ولاتساوموا في أعراضكم

خالدة عبدالسلام تكتب: السيد البرهان..

الفقد أليم ولاتساوموا في أعراضكم

السيد فريق اول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ، القائد العام للقوات المسلحة الموقر ..
” لهف قلبي عليكمُ أبا محمد ، فإنّ المصاب جلل و الحزن عظيم و الفراق مؤلم و لكن إصبر و أحتسب : (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) ”

بقلوب يتفطرها الحزن و عيون تقطر دما ، مؤمنين بقضاء الله وقدره ، نرفع أسمى و أحر آيات العزاء و صادق المواساة لكم و لزوجكم المصون ، الملكومة و لأسرتكم الصابرة المحتسبة في فقدكم الجلل و مصابكم الأليم بفقد إبنكم ( محمّد عبدالفتاح ) رحمه الله و غفر له و أسكنه فسيح جناته و ربط على قلوبكم و الهمكم الصبر و السلوان و لا حول ولا قوه الا بالله إنا لله و إنا إليه راجعون ..
سعادة رئيس مجلس السيادة ..
نزلت هذه الفاجعة عليكم و بلادنا تمر بأعظم إبتلاء و بأكبر و أضخم مؤامرة في التاريخ الحديث ، حيث لا شبيه لها إلا عدوان المغول و التتار ، لكنّ مصيبتنا و فاجعتنا أسوأ و أمر لأنّ من ناصبونا العدوان و العداء هم من أبناء وطننا و أمتنا و بني جلدتنا ..
سعادة رئيس مجلس السيادة..
إنّ ما حدث لإبنك من حادث غريب ، في بلد غريب و توقيت اغرب ، و انتم تديرون معركة تمثل ( الكرامة ) بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ، بكل حنكة و حكمة و اقتدار و دون ان يؤثر ذلك سلبا على مجريات المعركة انّما يدل على مواقفكم الوطنية الصادقة التي غيرت مجرى المعادلة الصعبة و المؤامرة الكبيرة و التي كادت ان تضيع الوطن و أهله ، حيث ان كل المؤشرات و الوقائع و مقياس المنطق العسكري من عدة و عتاد و جند و إعداد ، و تحكم و سيطرة و نفاذ ، كانت تشير إلى ان التمرد منتصر لا محال ، و ان بلادنا موعودة بتغير ديموغرافيا و زلزالا مدمرا سيحدث في غضون سويعات ، و لكنّ فضل الله و رحمته و عنايته بأهل السودان كانت أكبر ، و أنّ وجودكم و آخرين من قادة قواتنا المسلحة و القوات النظامية الأخرى و استبسال و ثبات و إيمان و قوة حرسكم الوطني التي عاهدت الله بأن لا تسلم هذا الوطن العزيز للاعداء
و جهود الوطنيين و الفدائيين من أبناء بلادي و قياداتهم كلها أدت إلى إفشال هذا المخطط الكبير و الذي اثبتم فيه أن هذا الارض عصية على أي استهداف مهما كان نوعه و حجمه و إعداده ، و أنّ فيها رجالا ونساء و شعبا و جيشا لا يقبلون بالدنية في أمرهم و الموت دون ارضهم و عرضهم و ملاقاة عدوهم و النيل منه أحب اليهم من زخارف الدنيا و أن عظمت و أنهم جاهزون لحمايته و الذود عنه و سينتصرون لا محال ..

سعادة رئيس مجلس السيادة ..
باسمي و باسم حرائر و خنساوات السودان من ذوات الخدور ، و اللائي أصابهنّ ما أصابهنّ في هذه الحرب من إغتصاب ٍ و استعبادٍ و بيعٍ و سبيٍ قتلٍ و تشريدٍ و نزوحٍ و تهجير و ترميل ، ثابتاتٍ صابراتٍ محتسبات ،موقنات بأنكم ستأخذون تارهنّ مثنى و ثلاث و رباع .. أخطنّ و نسجنّ لكم من أحزانهنّ و آلآمهنّ وشاح كرامة و عزة و إباء و شرف و وضعنّه أمانة في رقابكم ..
أنّ لا تفريط في تارهنّ
أنّ لا سماح في شرّفهنّ
أنّ لا تفاوض على اعراضهنّ
و أنّه و بحرمة دم ( محمّد ) و جميع شهداءنا الكرام الذين لبوا النداء و فدوا الوطن و ماتوا دون عرضه و شرفه و ارضه ، و غيرهم ممن يخلفونهم حاملي الرايات عاقدي اللواء ، قاهري الأعداء مستعدون للفداء مرات و مرات ..
أن الله الله في شرفنا و لا تفاوض فيه
أن الله الله في عرضنا و لا مجاملة عليه
أن الله الله في ارضنا و لا تنازل عنها
أن الله الله في شهداءنا و الّا تضيع دمائهم سدى ..

سعادة رئيس مجلس السيادة ..
رحم الله فلذة كبدك و كل فلذات أكباد هذا الوطن الجريح من شهداء بلادي و تقبلهم في عليين مع الانبياء و الشهداء و الصديقين و الصالحين و أسكنهم الفردوس الأعلى من الجنّة ..
ربط الله على قلوبكم أبا و إخوة و أعمام و أخوال و أهل و عشيرة و ربط على قلوبنا نحن أمهات و أخوات و عمات و خالات ( محمّد ) و إخوته من شهداء بلادي السودان الحبيب ، نصر الله جنودنا و ثبت أقدامهم و رمى عنهم السهام و هزم منهم الأعداء ، و شتت شملهم ، من كل متمرد و عميل و خائن و قزم لئيم و غدار ..
و ردنا إلى رحابه جميعا ردا جميلا مستطابا ..
لهف قلبي عليكم أبا محمّدا فانّ مصابنا جلل و حزننا عظيم و لكنّا صابرين محتسبين : (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى