مقالات

دكتور: امين حسن عمر يكتب المعرفة ترياق الأسقام

دكتور: امين حسن عمر يكتب

المعرفة ترياق الأسقام

لاشك أننا نعيش في زمان ضُعف فيه شأن المسلمين وهان . فلا غرو أن امتلأت نفوس الشباب ذوي الهمم بالموجدة والغضب . ولكن شتان ما بين الغضب الذي هو من نفث الشيطان ومن فيح جهنم وبين الغيرة للحق وبالحق. حُق لشباب المسلمين الصاعد أن تمتليء نفوسهم بالحسرة والخيبة . ولكن المؤمن الحق لا يستسلم لخيبة الأمل وتناهي الرجاء بل أنه يستمد من روح الله الذي لا ييأس من روحه إلا القوم الكافرون أملاً ضخماً ورجاء عريضاً لنهضة وشيكة ترودها عزائم الرجال والنساء. ابتداءً من تغيير واقع النفوس إلى تغيير واقع الحال. ولابد لأهل الإصلاح والتغيير أن يبصروا بمقاصده وأن يدركوا سننه وسبله وأن يمسكوا بذرائعه. وأول التغيير هو تغيير ما بالنفس ولا يغير ما بالنفوس مثل المعرفة . فالمعرفة المعتادة تنشيء وتدُيم الواقع المعتاد. والمعرفة الجديدة تنشيء وتقيم الواقع الجديد المطل على المستقبل بالفأل الحسن. وكما أن حبة الدواء الواحدة تنشيء ممانعة بالجسم لتغيير واقع المرض فإن الفكرة الواحدة تنشيء سلسلة من الأفكار تبرئ سقم الأفئدة والألباب فتعود لتزهو بها الحياة من جديد.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى