مقالات

محفوظ عابدين يكتب:- محجوب حسن سعد..جندي في آخر الصفوف

مسارات

محفوظ عابدين يكتب:-

محجوب حسن سعد..جندي في آخر الصفوف

وعلى طريقة المعلق الرياضي الشهير عصام الشوالي حين يعجبه اداء واحدا من الاندية أو لاعبا في مباراة قوية وحاسمة فلايملك أمام هذا الإبداع من النادي أو اللاعب إلا ان يقول قولته المعروفة والمشهورة ( الكبير ..كبير).
وهذه الكلمة لانملك إلا نقولها للفريق أول شرطة محجوب حسن سعد (الكبير …كبير )وهو يقدم استقالته من رئاسة المقاومة الشعبية بولاية نهر النيل ويتيح الفرصة الى من تم اختيارهم ليقودوا المقاومة الشعبية في المرحلة القادمة من عمرها، ان كان على مستوى ولاية نهر النيل أو محلية شندي.
وبهذه الاستقالة المكتوبة والمنشورة في الوسائط الاعلامية يكون الفريق أول شرطة محجوب حسن سعد قد حسم جدلا كبيرا وهو يترك الأمر لمن اختارته القيادة العليا للبلاد ليقود المقاومة الشعبية لتكون سندا وعضدا للقوات المسلحة في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ البلاد ،لان السودان مهدد بان (يكون) أو (لايكون).
وبالاستقالة التي قدمها محجوب حسن سعد يكون قد قفل (بابا) كان يمكن ان تسلل منه رائحة الخلاف والشقاق وإن يجد (الشيطان) مدخلا ليوسوس في نفوس الناس ليجعل الخلاف بين( أهل البدر) من تولوا الفكرة وجعلوا لها سيقانا تمشي في الأرض، ورعوها نبتة حتى استوى سوقها واصبحت تمشي بين القوات النظامية بقدميها وتلاحق بكتفيها قامات الرجال في المؤسسات العسكرية.
ان فكرة المقاومة الشعبية التي خرجت من بين نداء الاستنفار الذي اطلقه القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ،وولدت بأسنانها في أرض الحضارات في شندي وكان من الذين سمعوا صرخة ميلادها الأولى هو محجوب حسن ،وحملها على يديه مع أخرين وتجاوز بها ( امراض الطفولة) الى ان شبت قوية وصحيحة وممتلئة صحة وعافية.
والدولة في أعلى قيادتها عندما وضعت هذا (الهيكل التنظيمي) للمقاومة الشعبية بهذه الصورة لم يكن فهمها قاصرا على تلك التحليلات السطحية التي خرجت ولم يكن هذا الهيكل يقصد به (شخوصا ) و(أشخاصا) بعينهم ولكن الهيكل ينظر الى المدى البعيد للمقاومة الشعبية ودورها في مستقبل البلاد والعباد في السودان،والقيادة العليا للبلاد تعلم ان السودان مستهدف وإن الأستهداف لن يتوقف بنهاية هذه الحرب بل الاستهداف مستمر مادام السودان ينعم بهذه الموارد والتي هي محل طمع (الأعداء) و(الاصدقاء)، لان في السياسة ليس هنالك (عداوة) دائمة ولا (صداقة) دائمة ولكن هناك( مصالح) دائمة.
والموقف الذي قدمه الفريق أول شرطة محجوب حسن سعد وهو يماثل في الصورة مع الفارق موقف الصحابي الجليل والقائد الاسلامي الفذ وسيف الله المسلول خالدبن الوليد الذي عرفته الحروب والمعارك في الجاهلية والاسلام ،عندما جاء الأمر بان يتولى امر قيادة الجيش اسامة بن زيد وهو لم يتجاوز العشرين عاما بدلا من خالد بن الوليد ،لم يعتز خالد بن الوليد بتاريخه الحربي والعسكر ي ،ولم يقلل من شأن خليفته في القيادة لصغر سنه أو قلة خبرته ،بل ذهب خالد بن الوليد بكل هذا الزخم الحربي والعسكر ي في المعارك وفي قيادة الجيوش في الجاهلية والاسلام ،ذهب (جنديا) في آخر الصفوف تحت إمرة قائد لم يتجاوز العشرين عاما هو اسامة بن زيد.
وهكذا محجوب حسن سعد يذهب في آخر صفوف المقاومة الشعبية (جنديا) مقاتلا الى ان يلقى الله بالنصر أو الشهادة.
ولكن يبقى اجره ثابتا في التأسيس والرعاية للمقاومة الشعبية حتى شبت عن الطوق وله أجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى