مقالات

نازحو سنار بكسلا للأقدار فيكم كلمة  بقلم /ياسرمحمدمحمود البشر

شـــــــــوكة حــــــــوت

نازحو سنار بكسلا
للأقدار فيكم كلمة
بقلم /ياسرمحمدمحمود البشر

*عشرات الآلاف من الأسر التى نزحت من مدن ولاية سنار منذ لحظة سقوط مدينة سنجة فى الثلاثين من يونيو ٢٠٢٤ وحتى اليوم هذه الآلاف المؤلفة خرجوا من بيوتهم نحو المجهول لا يعرفون الى أين وجهتهم أو مكان تسفارهم فى خضم الحياة خرجوا من بيوتهم وتردد ألسنتهم والله إنك لأحب الله إلينا ولو لا أخرجنا منك لما خرجنا وتفرقوا بين ولايات شرق السودان وميسورين الحال منهم واصل رحلة المجهول خارج الوطن أما البقية الباقية فقد توقفت حدود إمكانياتهم فى ولايات القضارف وكسلا وأتخذوا من مراكز الإيواء مقرا وسكنا وكتبوا بمداد الصبر والمصابرة فى عداد النازحين بالرغم من أنهم أعزاء أقوام وكرام أبناء كرام أبناء أبناء كرام أخرجتهم ظروف الحرب نجاة بأرواحهم من حمم الرصاص والموت وهذا النزوح لم يكن من المتوقع ولم يكن فى الحسبان فقد خرجوا بملابسهم التى على أجسامهم وتركوا كل شئ وأصبحوا يتقاسمون الهم والوجع والويل وأصبحوا كرام قوم ذلوا بحق وحقيقة*.

*وعندما يخرج المرء من بيته نازحا فإنه يفقد الخصوصية ويفقد الراحة ويفقد الروتين اليومى وتفرض عليه حياة جديدة طابعها التشاركية فى كل شئ المأكل المشرب والسكن وحتى قضاء الإحتياجات الإنسانية فحياة النزوح هى جحيم لا يطاق ولا يعرف معاناتها إلا من عاشها وتجرع مرارتها حيث تكون الحياة فى الحد الأدنى وأنت لا تملك شروى نقير ولا تملك من حطام الدنيا أدنى مقوماتها تنتظر من يقدم لك وجبة أو يمد لك قطعة قماش تلتحف بها من البرد وتتلاشى الأشياء فى نظر المرء ويتمنى بعضهم الموت إحتراما للحياة التى يعيشها وآخرين منهم فقدوا الرغبة فى الحياة لكنها اقدار الله كتبها على عباده فلابد أن يعيشونها ولله الأمر من قبل ومن بعد*.

*وحتى لا نذهب بعيدا فإن هناك مئات من الأسر نزحت من مدن ولاية سنار فى يومها الأول وحل بهم المقام بالمدرسة الصناعية بمدينة كسلا ورضوا بهذا الوضع لكن الأمطار التى هطلت يوم الجمعة الماضى حولت المدرسة الصناعية بسكلا الى بحيرة وتحولت الخيام الى مستنقع الأمر الذى جعل سلطات ولاية كسلا بالتفكير فى موقع بديل وتم ذلك بالتشاور مع لجنة حكومة ولاية سنار برئاسة وزير الصحة دكتور إبراهيم العوض وناصر عبدالله ناصر المدير التنفيذى لمحلية سنار ولجنة إيواء أبناء سنجة وتم إختيار إستاد كسلا كموقع بديل لكن مشكلة الإستاد فى المراحيض به خمس مراحيض فقط والأسر التى يتوقع أن تستضاف فى الإستاد لا تقل عن خمسة ألف أسرة مما يسبب أزدحاما فى إستخدامها لذلك تم إقتراح موقع أخر يبعد عن المدينة كيلو ونصف الكيلو وهو موقع عٍذٍبة العمدة وهو عبارة منتجع تتوفر فيه مصادر المياه ويمكن زيادة أعداد المراحيض وهذا ما لا يمكن القيام به فى الإستاد ويمكن المنظمات من تقديم خدماتها للنازحين فى هذا الموقع*.

*لجنة إيواء نازحين سنجة بمدينة سنجة قدمت وما بخلت ووفرت المأكل كل هذا فى ميزان حسناتهم لكن يبقى التحدى فى إختيار الموقع المناسب ولو تم إستضافت كل النازحين بفندق هبتون أو فى بيت والى الولاية فإنه لن يكون بيت بديل لبيوتهم التى خرجوا منها وستظل معانات النازحين قائمة طالما أنهم غرباء وبعدين عن بيوتهم ولذلك يجب عليهم ممارسة الحد الأعلى من الصبر وتوقع المزيد من المعاناة حتى يعودوا الى بيوتهم ولا فرق للنازح بين المدرسة الصناعية أو الإستاد أو عذبة العمدة فكلها دور للإيواء وليست سكن دائم وهذه هى اقداركم مثل ظلالكم معكم من صرخة الميلاد وحتى لحظة دخول القبر*.

نــــــــــــص شـــــــــوكة

*حكومة كسلا على إستعداد لتقديم كل الممكن وبعض المستحيل لراحة النازحين لكن يظل النازح نازح حتى يعود الى بيته ولا عزة ولا كرامة لنازح إلا بعد أن يعود الى بيته أو يقضى الله فيه أمرا كان مفعولا.

ربــــــــــــع شــــــــوكــة

(ما تهتموا أصلو الناس
حياتها ظروف تغير كل شئ مألوف
ما تهتموا للأيام طبيعة الدنيا ذى الموج).

yassir.mahmoud71@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى