مقالات

وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذينَ مِن دُونِهِ !! -محجوب فضل بدری-

وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذينَ مِن دُونِهِ !!

-محجوب فضل بدری-

– قال أحدهم وهو يجادل أحد المُتَأمريكين الذين يٶمنون بأنه (ما يكون من نجوی إثنين إلَّا وأمريكا ثالثهما !!) وبعدما إشتط المتأمرك فی تعظيم أمريكا وقدراتها ويدها الطُولیٰ، قال له:-
(ياخی، الله لم يخلق الكون والخَلق ليذهب فی إجازة ويتخلیٰ عن إدارته لأمريكا) !!
-هذه العبارة علی مافيها من تجديف (تعالیٰ الله عن مايقولون علواً كبيراً) إلَّا إنها تُلَخِّص مع الأسف الشديد موقف الكثير من المسلمين،المٶمنين بقدرات أمريكا علی تسيير أمر الكون وِفق ما تريد ناسين أو متناسين قُدرة المولیٰ سبحانه وتعالیٰ !! وهو ذات موقف قوم سيدنا هود عندما قالوا لنبيِّهم (إن نقول إعتراكَ بعض آلهتنا بسوء)، ومثل قول قريش لرسولنا الكريم صلَّ الله عليه وسلم:
(إنَّا نخافُ أن تخبلك آلهتنا، وإنِّا نخشى عليك معرّتها لعيبك إيَّاها) وذلك عندما أمر عليه الصلاة والسلام خالداً بهدم العُزَّیٰ ٠
-ولعلَّ الصلف والعنجهية التی تخاطب بها الإدارة الأمريكية،حكومة السودان وقيادة جيشه العظيم، مردُّها هو الزهو والإستعلاء علی الشعب السودانی قاطبةً ،وليس علی القيادة وحدها،بعد ما رأوا تفاهة بعض العملاء من أصل سودانی،من عَبَدة الدولار والدرهم،يحركون أذيالهم خسةً،طمعاً فی فتات مواٸد الأمريكان،الذين لا يُحَركون ساكناً أمام بطش إسراٸيل بالشعب الفلسطينی ومقاومته الباسلة،بل ويمدونها بمختلف الأسلحة المدمرة القاتلة والتی تدفع قيمتها من أموال العرب أنفسهم،فالقاعدة عندهم (إنَّ البطولة ليست أن تموت من أجل أمريكا،لكن البطولة أن تجعل الآخرين يفعلون ذلك نيابةً عنك) وهو ما أُصْطُلِحَ عليه بإسم (الحرب الصفرية) !!
-الآن وقد جَدَّ الجدُّ،وكشَّرت أمريكا عن أنيابها،وهددت بفرض إرادتها علی السودان حكومةً وشعباً،وقالت إنها ستحكم قبضتها من خلال مٶتمر جنيف الذی ستعقده (بمن حضر !!)رغم أنف السودان وشعب السودان وستصدر أحكامها الغيابية علی بلادنا،فماذا يجب علينا أن نفعل؟
هل سنضع يدنا علی خدنا كالعذاریٰ أم ننتظر الذبح كالخراف !!
-العهد بالشعب السودانی الأبِی، الذی يعرف كيف يذود عن وطنه ويثأر لكرامته، ويحمی عِرضه،ويدافع عن بيضة دينه،إنه سيزداد إلتفافاً حول جيشه،وسيمتنع عن الإصطفاف الحزبی،ليكون علی قلب رجلٍ واحد، وتحت قيادةٍ واحدة،فقد تجاوز الأمر حرب المليشيا المتمردة لإستٸصال شأفتها،وأصبحت بلادنا فی مواجهة العدو الذی كان يتستر خلف الجنجويد بشعاراتهم الفارغة،إلیٰ المواجهة السافرة۔ وإنه لجهاد نصرٌ أو إستشهاد ۔

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى