مقالات

محفوظ عابدين يكتب:- أمريكا…أمانه ما وقع راجل

مسارات
محفوظ عابدين يكتب:-
أمريكا…أمانه ما وقع راجل!!

بعض اهل الإعلام سعدوا لكثرة الاتصالات التي يجريها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بليكن مع رئيس مجلس السيادة الإنتقالي والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ،سعدوا بهذه الاتصالات المتكررة باعتبارها مؤشر على موقف السودان القوى ،وان وزير الخارجية الأمريكي بذات نفسه يجرى هذه المكالمات في ساعات مختلفة مرة في الساعة الرابعة فجرا واخرى في الساعة الحادية عشرة قبل منتصف الليل ،دون ينتبه الوزير الأمريكي الى مراعاة (فروق الوقت) مثل ما يراعيه اهلنا في ولايات السودان، عندما يؤذن الاذان لاحد الصلوات في وسائل الإعلام فإن المذيع يلحقه بعبارة وعلى مستمعينا في الولايات مراعاة( فروق الوقت).
والولايات المتحدة لاتراع فروق الوقت ولا ترى اي فروقات اخرى ولكنها (تراع) مصلحتها اولا واخيرا ،ومصلحتها هي ان تقوم محادثات جنيف بين حكومة السودان ومليشيا التمرد، لان المستفيد منها الاول.هي الولايات المتحدة قبل اهل السودان أو كما تقول هي طرفي( الصراع) ،والناظر الى طرفي الصراع هو طرف واحد( يصارع) من أجل تحقيق مصلحته ،على حساب أهل السودان
فإن كثرة هذه الاتصالات من وزير الخارجية الأمريكي بليكن، ومن قبلها تهديدات المبعوث الأمريكي توم بريلليو،هدفها الاول والمستعجل هو إنفاذ الحزب الديمقراطي الأمريكي من( ورطة)كبيرة قبل يوم عشرين أغسطس لان في ذلك اليوم ستصبح إدانة الدعم السريع بموجب إجازتها من الكونغرس قانونا وبالتالي تكون هذه نقطة سوداء في تاريخ الحزب الديمقراطي ،وبالتالي تقوده هذه النقطة الى (فقدان) الحكم في الولايات المتحدة وبالتالي يكون حالة مثل حال حلفائه في السودان، الدعم السريع والحرية التغيير فقد (فقد )عبد الله حمدوك الحكم ،و(فقد) محمد حمدان دقلو الحكم واذا فشلت محادثات جنيف وإن شاء الله مصيرها الى فشل فإن رئيس الأمريكي ومن خلف الحزب الديمقراطي سيمنون بخسارة الانتخابات في نوفمبر المقبل وبالتالي يكون الرئيس الأمريكي بايدن ، قد (فقد) الحكم مثله مثل حال حمدوك وحميدتي.
فإن الاتصالات المتكررة من وزير الخارجية الأمريكي انتوني بليكن لا تقلل من (اهميته) ولاتزيد من (أهمية )عبد الفتاح البرهان.
والوزير الأمريكي بليكن صاحب( حاجة) ،وصاحب الحاجة (أرعن) لايراع ( الوقت) المناسب ،ولامدخل المناسب ،مثل يفعل الآن بليكن، وكما يقول المثل السوداني فإن صاحب ( الحاجة) يفتش خشم( البقرة) ولكن الوزير يبحث عن (حاجته) في خشم ( الأسد) والوزير الأمريكي في( زنقة) فإن لم يجدا حلا لمشكلته ،فانه سيقضي (حاجته) في ملابسه.

وبليكن وادارته الأمريكية التي يديرها الحزب الديمقراطي لايعترفون بالبرهان ولا بحكومة السودان ،رغم ان الحزب الديمقراطي الامريكي نظريا هو الاقرب الى السودان بمواقف سابقة من الحزب الجمهوري،الذي يستعد للعودة الى الحكم من جديد على حساب( أخطاء) و(جلطات) الحزب الديمقراطي الذي( تورط) في ملفات كثيرة على مستوى العالم وفشل في تحقيق أي نجاح فيها ومن بينها وأهمها تغيير الحكم في السودان لصالحه في المقام الاول ولصالح حلفائه بالدرجة الدرجة (الرابعة).
ان الورطة التي وقع فيها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بليكن ومن خلفه الحزب الديمقراطي وامريكا نفسها بحزبيها قد كشفت قصر (النظر) الأمريكي في إدارة مصالحها في العالم ليس بسبب الغطرسة والتعالي والتباهي على خلق الله ولكن فعلا لديها قصر في النظر ولاترى ابعد من قدميها ومثلها مثل حال تلك الحيوانات في عملية (التبول) ،فمهما كثر أو قل، فإنه لايتجاوز الساقين.
فإن الساعات القادمة التي ربما لا تتجاوز السبعين ساعة سيحدث تغييرا في كثير من السياسات والاحداث في العالم ،اذا لم تقم محادثات جنيف وبعدها يمكن القول لامريكا أمانة ما وقع راجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى