مقالات

محفوظ عابدين يكتب:- القول غير معروف في زيارة كمال عبد المعروف.

مسارات
محفوظ عابدين يكتب:-
القول غير معروف في زيارة كمال عبد المعروف.

اثارت زيارة الفريق أول ركن كمال عبد المعروف الى بورتسودان ومقابلته للفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يوم الجمعة جدلا واسعا في الاوساط الاعلامية والسياسية وطفقت كل جهة تحلل، وتدلو بدلوها، لتقول ان (سر) هذه الزيارة عندها ،بل الأمر تعدى الاراء سودانية الى مصرية كما زعم شخص يدعى محمد الشربيني واتي بحديث (خارم بارم) ما انزل الله به من سلطان.
وكل الحديث الذي تم عن الزيارة هي اجتهادات شخصية من هؤلاء الذين حاولوا تحليل الزيارة من خلال معلوماتهم المتوفرة لديهم ولم يصل من هؤلاء الى الهدف المنشود بما فيهم العميد صلاح كرار الذي تحدث كثيرا عن شخصية الفريق كمال عبد المعروف دون التطرق الى هذه الزيارة وماتم فيها ولماذا جاءت في هذا الوقت وماهي دلالاتها ،اسئلة كثيرة يمكن ان تطرح وقد لاتجد الإجابة الشافية أو الإجابة المقنعة.
والحقيقة الغائبة عن كثير من هؤلاءان الفريق اول كمال عبد المعروف كان هو أعلى شخصية في القوات المسلحة رئيس هيئة الاركان المشتركة وهو من أبناء الدفعة (29).
وبالتالي كان من المفترض ان يكون هو على راس التغيير وإن يقود البلاد الى فترة انتقالية بصفته الشخصية الأولى في القوات المسلحة عندما حصل التغيير في العام 2019م ولكن يبدو ان الفريق أول عوض بن عوف وهو من دفعة 23 واعاده البشير الى الخدمة بعد ان إلحقه بالخارجية وعمل سفيرا للسودان في سلطنة عمان ،اعاده البشير وزيرا للدفاع واخيرا نائبا أول لرئيس الجمهورية، ولكن كان المفترض ان يتولى الأمر كله الفريق أول كمال عبد المعروف ويعلن استلام السلطة في البلاد بدلا من الفريق أول عوض ابنعوف.ولكن ابنعوف عندما إراد التنحى كان المفترض ان يسلمها الى كمال عبد المعروف لانه هو الشخص الأول في القوات المسلحة لان مناصب ابنعوف ان نائبا أول أو وزير دفاع فهذه مناصب سياسية وتنفيذية لا علاقة لها مباشرة بعمل القوات المسلحة.
ولكن تبقى زيارة الفريق أول كمال عبد المعروف هي محل اهتمام ، ان كانت فعلا هي زيارة اجتماعية فلن تأخذ كل هذا الزخم الاعلامي والسياسية وكان يمكن ان يعزي البرهان في إبنه وشقيقته ويذهب الى اهله معزيا في كل الاموات ويعود من حيث أتى لا يعلم به أحدا.
ولكن طريقة الاستقبال و والمراسمية التي تمت بها والاجتماع المعلق وفطور العمل مع البرهان كلها تؤكد ان هذه الزيارة غير عادية وغير اجتماعية ولها علاقة بحاضر البلد ومستقبلها.
وإن كنت لا ادع فهما ولاعلما من الذين تناول هذه الزيارة بالتحليل وذهبوا بها الى اتجاهات عديدة،ولكن اقول ان هذه الزيارة أضعف الايمان هي محل تشاور بخطوة كبيرة سيتخذها البرهان بشأن البلاد بعد ان وصلت المساعي الدولية والإقليمية الى طريق مسدود ،وبعد ان وضع الشعب السوداني صاحب الشأن (طوبة) في مكان تلك الجهود الدولية والإقليمية التي في حقيقتها تريد ان تغطس( حجر)البلد وتذهب بتماسكه ووحدته وهويته.
ولا استبعد ان يعيد البرهان عقارب الساعة الى الوراء ويعيد كل الامور قبل استفحالها من قبل الذين يناصبون القوات المسلحة العداء من القوى الداخلية والخارجية ،وحقيقة ان البرهان استطاع ان يخرج القوات المسلحة من عنق الزجاجة ببراعة كبيرة واستطاع ان يقطع كل الجبال التي نصبت لخنق القوات المسلحة .
واستطاع ان يحطم كل المشانق التي كانت معدة لقتل القوات المسلحة.
وأخيرا هذه الزيارة غير اجتماعية وغير عادية ولها ما بعدها في الشأن السوداني …فإنتظروا إنا منتظرون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى