مقالات

كتب آدم التوم بحر:- وأذكر في الرجال أزهري ود المبارك

كتب آدم التوم بحر:-

وأذكر في الرجال أزهري ود المبارك

يوم تنتهي هذه الحرب اللعينة سيتم جرد الدفاتر ويأتي يوم شكر الأبطال ، فيكون الشهداء في رأس المكرمين لأنهم بذلوا أفضل ما عندهم وهي أرواحهم في سبيل الله والوطن والتاريخ ، ومن ترك لأبنائه سيرة الشهداء لم يظلمهم فقد تقدمهم لجوار خير جار وصحبة خير الأبرار ، ثم يأتي من بعد الشهداء الباذلين دماؤهم من المرابطين الذين أوذوا في سبيل الله وصبروا وما بدلوا تبديلا .
ثم من بعدهم كل ذي سهم بُذل وأكبر هؤلاء الساعي على الأرملة والمسكين ، ألا وهو المجاهد في سبيل الله رجل البر والإحسان أزهري المبارك ابن محلية الدبة ومنطقة العفاض بالولاية الشمالية ، الرجل الذي بذل من المال بذل من لا يخشي الفقر فكيف يخشى الفقر وقد من الله عليه ورفع إسمه بين الناس وأعلى سيرته بأفعال الخير والبر والإحسان للفقراء والمساكين ، وهو إبن الفقراء والمساكين الذي تربى بعرق جبينه وكد ضراعه الأخضر ليستحق مكافأة ربه الغني بأن فتح له خزائن الأرض ينفق منها على عيال الله وخلقه المستضعفين .
وتأتي الحرب وتمتحن ذوي الأموال ويختبئ من يختبئ من حراس النعمة مخافة الفقر ، وتظهر معادن الرجال فيكون ود المبارك في القمة يدعم القوات المسلحة كما لم يدعمها مواطن من قبل ، يبذل ما في خزائنه مقتديا بالخليفة الراشد عثمان بن عفان شهيد الدار الذي قام بتجهيز جيش العسرة ، ولا عسرة اليوم أكبر من التي يعيشها جنود قواتنا المسلحة وليس في عالمنا اليوم من هو أكثر شبها بسيدنا عثمان بن عفان من أزهري ود المبارك .
فإمتداداً لوقفة الشعب السوداني بحانب قواتنا المُسلَحة، وتجسيدا حيا للإستنفار بمعناه الحقيقي وامتثالا لقول الله تعالى (انفروا خفافا وثقالا) نفر ود المبارك كعادته خفيفا عند الفزع ثقيلا عند المغنم ، وبذل من أمواله أزكاها لا ميمماً الخبيث منفقا منه ، فكان دعمه سخيا ومتصلا منذ إندلاع هذه الحرب ، آخره اليوم عند زيارته لقاعدة وادي سيدنا ، إذ قدَّم دعماً فوريا للقوات المسلحة بمبلغ 5 ملايين دولار ، وعشرة لاندكروزرات جديدة ومرتب شهرين للقوات المسلحة المرابطة بمنطقة كرري العسكرية ، هذا بجانب تكفله بتسليح جميع أبناء منطقته ورعايتهم بالكامل وخلافة أسرهم على نفقته الخاصة .
اننا نعلم جيدا أنه لا يحب أن يقال عنه مثل هذا الحديث لكنه يستحق ، فهو اليوم شامة على جبين بلادنا ، يستحق أن تعلق على جيده نياشين الشرف وأن تسمى مواقف الرجولة والبطولة بإسمه ، ولا شرف أعلى من شرف الدفاع عن الأوطان والدين والأعراض والأنفس ، ولا واجب أكثر قداسة من حماية المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذي يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها وأجعل لنا من لدنك وليا وأجعل لنا من لدنك نصيرا ..
هذا هو أزهري المبارك ، أحفظوا إسمه جيدا ، ولقنوه أبناؤكم فإن عاش أو مات فقد ترك من خلفه سيرة تسد قرص الشمس ، أجعلوه قدوة لكم فإن التشبه بالرجال فلاحة .
ومسك الختام من كلمات شاعر الحكمة الزين ود ضقيل :
كان نجمك بزغ وكان الزمن وخّربَك
أرفع رأس أبوك خل مِلّتَك تفخربك
جيشك رُكازتك إن دَنَت المصايب قُربك
بحفظك إن خترت وبينجدك يوم كُربك
سيفك يوم تِبُق في الفانية نيران حَربك
قدامك بتلقاهو وشمالك وغربك
ثم أختار الرفيق قبال تحدد دربك
وأختى الفزرة يوم الحارة نجِّض ضربك.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى