مقالات

رئيس التحرير محمد علي سعيد يكتب:- الطلاب الوافدين رسائل للمعلمين

رئيس التحرير
محمد علي سعيد يكتب:-
الطلاب الوافدين رسائل للمعلمين

الطلاب الوافدين من الخرطوم أو الجزيرة الذين يدرسون بالمناطقة الآمنة
جبرتهم ظروف الحرب علي ذلك أن يتركوا بيوتهم ومدارسهم وفصولهم وادراجهم ومقاعدهم وذكرياتهم الجميلة وأماكن وجبة الفطور كمان.
جبرتهم الحرب علي مفارقة زملاء لهم التقوا بهم سنين عددا.. وكذلك مفارقة أساتذتهم وكل جميل كان في مدارسهم تركوا خلفهم حتى الكتب والكراسات التي تحمل بين سطورها معاني تعب السنين من كد وجهد
إنها… ياسادتي الحرب اللعينة
جعلتهم يدرسون بمناطق لم يرى معظمهم تلك المدن والقري ولم يعرفوا تقاليد اهلها وعاداتهم. والقدر جاء بهم إلى مدارس مختلفة تماما عن أماكن دراستهم السابقة اصدقاء جدد.
الطالب من هؤلاء يعاني الآف المرات من نزوح وظروف صعبة وكذلك أسرته.
من أشعل الحرب من المليشيا ومن ساعدها هم سبب هذه المعاناة .
وعلى صعيد آخر من طرف القضية إدارة المدارس والمعلمين لهم الآف التحايا والتقدير لقبولهم الطلاب الوافدين للدراسة بمدارسهم.
صار الوضع صعب للمعلمين بتلك المدارس اكتظاظ بالفصول.. والتعامل مع طلاب جدد من فصول مختلفة المعلم قبل الوافدين كان يعرف في الفصل (فلان الأول وفلان السابع وفلان الأخير. من المزعج ومن المهذب ومن الذي يخرج بالنافذة ومن الذي يمسح السبورة(بالبشاورة) ومن ومن؟!) اجابات كان يجيب عليها أي استاذ مادة في كل فصل هي مفتاح النجاح له في التعامل مع طلابه.
ولكن…. بعد قرار قبول الطلاب الوافدين اختلط على المعلم كل شئ وصار يتعامل مع الكل… بداية من الصفر رحلة جديدة من معرفة نفسيات الطلاب وكيفية التعامل معهم.
ونقول لكل معلم بتلك المدارس ربنا يصبركم ويعينكم على هذا الجهد الجبار ويجب عليكم التعامل باللين والرفق بهؤلاء الطلاب الوافدين وأن تكون هنالك عدالة في التعامل بقدر الإمكان ونحن نعلم أن لكم طلابكم المميزين أولاد البلد الأصليين.ولكن الظرف النفسي للطلاب الوافدين ولأسرهم يحتم عليكم ذلك أن تتعاملوا معهم كأنكم أساتذتهم الذين فارقوهم وحسسوهم بذلك.
ادفعوا…بهم في برامج الصباح واتيحوا لهم الفرص في الإجابات علي الأسئلة وغيرها.
ستجدون فيهم….من يحفظ القرآن ومن يقرض الشعر ومن ينشد الأناشيد… كل ذلك مراعاة لظرفهم وحالتهم النفسية بسبب الحرب.
وأنا أثق تماما أن إدارة المدارس والمعلمين يعلمون ذلك وينفذونه ولكن تذكرة لكم أيها الأساتذة الأجلاء وأنتم تعملون في ظروف قاسية التعقيد ولكن رسالة العلم تتطلب ذلك.
الشكر لحكومات الولايات التي جعلت التعليم في الحرب واقعا واستطاعت ان تستوعب هذا العدد الكبير من الطلاب الوافدين..وخالص شكرنا وتقديرنا لكل معلم ساهم في بناء أجيال تنهض ببلادنا بإذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى