مقالات

معركة الفاشر …تساقط الأذيال والرؤوس

مسارات

محفوظ عابدين يكتب:-

معركة الفاشر …تساقط الأذيال والرؤوس

لم يكن الإنتصار الذي حققته القوات المسلحة الباسلة على مليشيا الدعم السريع في الفاشر هو مجرد انتصار لانه دحر الهجوم ،او لانه انتصار هلك فيه من هلك من جند البغي والعدوان وليس لانه انتصار لانه إعادة الطمأنينة لاهل فاشر السلطان ،هذا الإنتصار هو انتصار بمعنى الإنتصار لانه به تحقق الإنتصار على قوى (البغي) و(الاستعمار).
وبإنتصار القوات المسلحة في معركة (الفاشر) تكون طموحات وأطماع بريطانيا وفرنسا وامريكا ومن خلفهم اسرائيل، قد انتهت، لان الفكرة الاساسية التي كانت تقوم عليها معركة الفاشر بعد سقوطها لا قدر الله هو إعلان دولة دارفور الجديدة، ودعمها بالقرارات الدولية والقوات الدولية وبدء مرحلة جديدة لقوى البغى والاستعمار في القارة الافريقية ليس لاهل دارفور ولا أهل أفريقيا فيها نصيب ،فان دولة دارفور الجديدة كانت بديلا في حالة عدم سقوط كل السودان بيد مليشيا الدعم السريع التي تقاتل بالمال العربي والسلاح الاوربي والامريكي ،وذلك من اجل قطع الطريق أمام منافسي امريكا وبريطانيا ،في القارة الافريقية ، مثل روسيا والصين ومن بعدهم ايران لتكون القارة الافريقية خالصة لاوربا وامريكا.
والأمر لا يحتاج ل(تفسير) ولا الى كثير (تحليل) فامريكا التي كانت تحرك كل إلياتها الاعلامية وكل تصريحات منسوبيها في الخارجية والادارة الأمريكية لمجرد متظاهر سقط على الأرض في الخرطوم أيام مليونيات الحرية والتغيير.
هي ذاتها امريكا أصبحت بكماء وصماء وعمياء وهي ترى مليشيا الدعم السريع تدفن المواطنين أحياءا بالمئات كما حصل في غرب دارفور ،ولم تحرك ساكنا عندما رأت المجازر البشرية التي يشيب من هولها الولدان في قرية (ود النورة )في الجزيرة وقرية( الشيخ السماني) في سنار ولم تحرك ساكنا ،والسؤال إين امريكا التي كانت تملأ الفضاء الإعلامي بحق التعبير وحق التظاهر أيام مليونيات الحرية والتغيير، والآن أمام عينيها عشرات (المجازر) اشكالا والوانا ،فالامر واضحا ولايحتاج الى جواب فما القوانين الدولية والمباديء الإنسانية التي تتشدق بها لاتتحرك إلا في اطار المصلحة الأمريكية.
أما بريطانيا المملكة التي كانت لاتغيب عنها الشمس وتدعي انها مهد الديمقراطية في العالم فإن تاريخها الأسود داخل مستعمراتها حاضرا أمام أعين المواطنين في تلك الدول لم يغب يوما عن ناظريهم
واليوم تسوق وترعى بريطانيا الحرب على السودان فإن دولة الشر لا تستطيع ان تفعل كل ما فعلته في حرب السودان إلا عندما تلقت( ضوءا أخضرا) من تلك الدول بريطانيا وامريكا ،بل في رواية تلقت( امرا أحمرا )منها لتحقيق مصالح تلك الدول دون تعي بخطورة هذا الأمر.
وبريطانيا تدخلت بنفوذها في مجلس الامن الدولي مرة لصالح دولة الشر في تأجيل المسألة المستعجلة التي قدمها السودان والتي تحوي قائمة المستندات والصور والفديوهات التي تدين دولة الشر.واجلت الجلسة حتى تنقذ بريطانيا حليفتها من هذه الإدانة المؤكدة
وفي معركة الفاشر نفسها عندما وجدت بريطانيا ان كفة المعركة تميل لصالح القوات المسلحة السودانية وإن الإنتصار حليفها ،تعجلت بريطانيا وتقدمت بطلب لوقف إطلاق النار في الفاشر وقدمت مسودة لصالح المليشيا ولكنها تعدلت بفضل اصدقاء السودان ،وجاء النصر وما النصر إلا من عند الله ،وتم دحر العدو وهلك من هلك من جنود المليشيا وعلى راسهم قائدهم على يعقوب والذي لم يمت فقط بل ترك ورأه دليلا جديدا يثبت طورت دولة الشر في هذه المعركة
ان معركة الفاشر كانت وساما في صدر القوات المسلحة السودانية وهي تقود معركة دولية تحقق فيها النصر تلو النصر بعزيمة الرجال قوة وصبرا.
وبمعركة الفاشر تساقطت الرؤوس امريكا وبريطانيا وفرنسا ويومئذ يفرح الصين و الروس.
واذا سقطت الرؤوس فتلقائيا يعني سقوط الأذيال..و(الاذيال) هنا متروكة لفطنة القاريء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى