مقالات

محفوظ عابدين يكتب:- سمية الهادي..مهام في إنتظار وكيل الإعلام

مسارات

 

 

محفوظ عابدين يكتب:-

سمية الهادي..مهام في إنتظار وكيل الإعلام

 

 

 

في الوقت الذي كانت تنادي فيه الاصوات والاقلام بتغيير وزير الثقافة و الإعلام د.جراهام عبد القادر باعتبار ان إيقاعه بطيء وغير مواكب لتطورات الاحداث في السودان خاصة في ظل الحرب التي تشهدها البلاد،كما ترى تلك الاقلام والاصوات.

وإن المواطن قبل المؤسسات الاعلامية يريد ان يطمئن  على اوضاع البلاد واوضاعه في ظل الحملة الاعلامية الخارجية المكثفة ضد البلاد،والتي لم تتوقف ولاساعة واحدة، تبث فيها الرعب والخوف والهلع وتحاول جاهدة ان تهزم المواطن نفسيا ،وهذا العمل الإعلامي الضخم الذي حضر له العدو جيدا لم يقابله  بالطرف الوطني جهدا يوازيه ان لم يكن متفوقا عليه،لهذا كانت تعلو الاصوات وتنخفض احيانا تطالب بإعفاءوزير  الثقافةالإعلام واستبداله بأخر اكثر حيوية ودراية في إدارة المعركة الاعلامية في الحرب،التي هي أصلا في المقام الاول حربا إعلاميا.

ودكتور جراهام عبد القادر  ظل في هذه الوزارة في منصب الوكيل والوزير المكلف اكثر من ست سنوات،خلال  أربع حقب سياسية منذ اواخر عهد البشير وحتى يومنا هذا، حيث عمل في حكومة حمدوك الاولي والثانية رفقة وكيل الوزارة الاول انذاك الرشيد سعيد يعقوب ،وعمل مع البرهان وكيلا منفردا  وثنائيا ثم وزيرا مكلفا منذ ذلك الوقت وحتى اليوم.وقد تكون هذه المدة خلال تلك الحقب السياسية العصيبة التي مرت وتمر بها البلاد وهو باق في موقعه قد تكون مؤشرا في صالحه بالقبول وحسن الاداء الذي فات على تلك الاصوات المنادية بإبعاده، وحال جراهام مثل حال ذلك اللاعب الذي تطالب الجماهير باستبداله وتحاول ان تضغط على المدرب بالهتاف والصياح المستمر ولكن  المدرب  لا يأبهلتلك الاصوات ويبقيه في الملعب لانه يعرف ان هذا اللاعب قد يحدث فرقا في اللحظة الحاسمة.

وبدلا من يأتي التغيير  للوزير حسب المطالب التي ملأت الاسافير فإن التغيير جاء في منصب الوكيل تم اعفاء  وكيل الوزارة د.نصر الدين وجيء بالاستاذة سمية الهادي ،وسمية الهادي تولت العديد من الادارات في وزارة الإعلام ولكن أهم تلك المواقع التي عملت واكتسبت فيها خبرة كبيرة في ادارتها هو مجلس الإعلام الخارجي، وهذا هو بيت القصيد في القضية كلها لان طبيعة العمل في مجلس الإعلام الخارجي تقوم على إجراءات وتسجيل وتسهيل عمل مكاتب مؤسسات الإعلام الأجنبية  في البلاد مثل الصحف ووكالات الانباء والفضائيات  وتنظيم زيارات الوفود الاعلامية ورؤساء تلك المؤسسات الاعلامية  الذين يرغبون في أجراء لقاءات وحوارات مع شخصيات دستورية  مثل رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ووزراء الوزارات السيادية ،وقادة العمل السياسي في البلاد  وغيرها كما تقوم  بمراقبة وضبط مكاتب تلك المؤسسات  الاعلامية  وإن تعمل على تحييدها إن مالت في غير المصلحة الوطنية لاسباب مادية أو سياسية  كما تفعل بعض وسائل الإعلام الأجنبية في تغطيتها لحرب السودان الآن  وإن تشدد الرقابة عليها حتى لاتكون واحدة من مهددات الامن الوطني في البلاد.

والاستاذة سمية الهادي يبدو انها في هذا الجانب حافظة للوحها تماما

ولعل الحملة الاعلامية الكبيرة التي تعرضت لها البلاد من وسائل الإعلام العربية والغريبة التي كانت تتناول سير الحرب في  البلاد  كانت تخرج كثيرا عن شرف وأخلاقيات المهنة باحثة عن الإثارة أو الميل عن الحياد لصالح جهات لها مصلحة في هذا التناول الإعلامي.

وكانت واحدة من المخازي ان المواطن يعرف اخبار الحرب وسير اتجاهاتها  من الفضائيات الأجنبية التي كانت تدس السم في الدسم وتكون واحدة من الوسائل التي تهزم المواطن نفسيا، والاعلام الوطني ظل غائبا خاصة في الايام الأولى للحرب. وبدا يعود تدريجيا ولكن بايقاع بطيء

وتنتظر سمية الهادي. وكيل وزارة الثقافة و الإعلام الكثير من المهام واول هذه المهام هو رفع صوت الإعلام الوطني  ورفع وتيرته ليكون هو الاعلى ويكون المصدر الاول لكل اخبار  السودان بما فيها اخبار الحرب واخبار ما بعد الحرب ،وان يعمل الإعلام الوطني على بث روح الطمأنينة في نفوس الناس ومعالجة الأثار النفسية والاقتصادية التي اثرت على المواطنين بطريقة تعيد إليه حالة من الثقة وتعمل على شحذ الهمم في عمليات العودة الطوعيةللمدن والقرى التي هجرها أهلها بسبب الحرب ،وتهيئة المواطن للمشاركة في عمليات البناء والتنمية  والإعمار.هذا في جانب الإعلام الوطني.

اما في جانب الإعلام الأجنبي الذي يعمل من داخل السودان ان كان في ولاية الخرطوم أو غيرها ان تكون هناك عملية رقابية مشددة وتطبيق للقانون بشكل فوري لكل من يخالف القانون والاعراف الاعلامية وطرد  واغلاق مكتب اي مؤسسة اجنبية تصبح مهددا للامن الوطني.

ويمكن  لوكيل وزارة الثقافة و الإعلام  الأستاذة سمية الهادي ان تنجح في هذه المهام اذا وجدت التعاون والدعم من القيادة العليا للبلاد  واعضاء الحكومة ومن زملاء  المهنة في الإعلام الوطني ليكونوا لها سندا وعضدا،والنجاح سيكون حليفها بأذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى