مقالات

محفوظ عابدين يكتب:- اللواء حمدان عبد القادر …وسياسة التمريرات القصيرة.

مسارات
محفوظ عابدين يكتب:-
اللواء حمدان عبد القادر …وسياسة التمريرات القصيرة.

والذين يحبون كرة القدم ولهم فيها (عشق) و(غرام) ،وكاتب هذه السطور ليس من بين هؤلاء ،يعلمون ان التمريرات القصيرة تعطي أعلى نسبة من الإستحواذ وهي الطريقة الاقرب الى تحقيق الهدف ان كان في إحراز الأقوان أو تحقيق الإنتصار في نهاية المباراة.
واللواء ركن حمدان عبد القادر داوؤد، قائد الفرقة الثالثة مشاة بشندي ، قاد فريقا يتمتع افراده بلياقة بدنية وذهنية عالية، كانت حاسمة ومكنت فريقه من كسب المباراة لعبا ونتيجة.
فقد كان العقيد جبريل عوض مضوي في العمليات وتاج السر مصطفي في الاستخبارات وانور بلة في التدريب وحافظ فتح الرحمن في التوجيه والاعلام والذي تم استبداله بعد ان نال منه الرهق والتعب ما نال، بعد ما بذل من الجهد والعرق،واستعوضه بأخر يتمتع بمهارات فردية ،وميزات لاتتوفر إلا عند الموهبين وربما يكون حاسما لان المعركة في أصلها إعلامية، وهو الرائد د.هشام الشيخ العوض.
وهذا الفريق الذي بدأ متجانسا ومتناغما استطاع ان يستفيد من تلك السياسات التي اتخذها المدرب (نهجا) وهي سياسة التمريرات القصيرة التي اعطت هذا الفريق أعلى نسبة من( الإستحواذ) ومكنته من السيطرة على أرض المعركة في فترة استمرت عام ونصف ومباراة كرة القدم كما هو معروف زمنها ساعة ونصف.

وذات السياسة سياسة التمريرات القصيرة اتخذها اللواء حمدان (نهجا) وهو يرى بأم عينيه المحاولات المستميتة والمستمرة من اجل أحداث شرخ بين القوات المسلحة والشعب عقب ذهاب حكم البشير ،في ذلك الوقت علت (النبرات) و(الاصوات)، وهي تهتف بمثل تلك الشعارات (معليش ما عندنا جيش) وغيرها في ذلك العام العصيب والذي تلاه.
ولم يجد اللواء حمدان عبد القادر قائد الفرقة الثالثة مشاة بشندي إلا سياسة التمريرات القصيرة التي تجعل التحكم ممكنا ،وبدأ في ردم تلك الهوة بين القوات المسلحة والشعب التي بدأت تتسع بفعل الطرق المستمر عليها ،واقترب اللواء حمدان من الشعب في (حدود المسؤولية) من خلال المشاركة في برامج إصحاح البيئة وبرامج التطعيم في أيام( كورنا) التي بدأت تنتشر منذ العام 2020م ودرء اثار السيول والأمطار، ونجح حمدان في ردم تلك الهوة بتنفيذ عدد من البرامج وشارك المواطنين في كثير من همومهم، وساهم بالحلول معهم، وعاد الطريق سالكا ، الى ان وصل الى غايته المطلوبة في شعاره المحبوب (جيش واحد شعب واحد).
وعندما تعرض اللواء حمدان عبد القادر الى استهداف وحملة منظمة حاولت ان تنال منه ،لم يخرج عليهم ببيان شديد اللهجة ولم يوظف شعبة التوجيه والاعلام العسكري للرد على هؤلاء الذين يهاجمونه من وراء جدر أو من خلف الأسوار، لم يقل لهم كما قال الحجاج بن يوسف انا ابن جلا وطلاع الثنايا متى وضعت العمامة عرفتوني،ولم يستخدم النظرية الفيزيائية التي تقول لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الإتجاه.
ولكن اللواء حمدان عبد القادر عاد الى سياسته التي تمكنه من الإستحواذ والسيطرة وهي سياسة التمريرات القصيرة ، وذهب الى الجمهور في ارضه وفي عقر داره وبلغة كرة القدم لم يخش من عاملي (الأرض) و(الجمهور) ، ومن خلال مخاطبته للعديد من معسكرات الكرامة التي انتشرت على إمتداد محليتي شندي والمتمة ، ذهب اللواء حمدان الي شمال شندي في كبوشية وديم القراي والمسيكتاب والشقالوة ،ذهب الى جنوب شندي في القليعات ومويس وحوش بانقا وأبو الحسن والقوز ، وذهب الى المتمة في عدد من مناطقها وفي مدينة شندي كانت له جولات وصولات كانت ابرزها في شندي فوق حيث تم (قتل) اسماعيل باشا، واستطاع اللواء حمدان من خلال هذه اللقاءات المباشرة مع الجمهور ان (يقتل) كل تلك الإتهامات التي استهدفته واستطاع من خلال الحديث المباشر ان يزيل ركام وغبار تلك الاتهامات التي علق جزء منها في نفوس الكثيرين من الذين تابعوا تلك الاتهامات عبر الوسائط.
ومن خلال تلك السياسة سياسة التمريرات القصيرة استطاع اللواء حمدان من الإستحواذ على قلوب الجمهور بعد ان ابطل (مفعول )كل محاولات الاستهداف بطريقة (مرنة) و(سلسة) دون ان (تجرح) أحد أو تصيب أخرين( بأذى)،وهكذا القائد يجب ان يكون كل وقته حكيما و (حليما) ،وهكذا كان حمدان،و يبدو انه باستخدامه لسياسة التمريرات القصيرة قد تفوق على سيد أولئك القوم، حين قال سيدهم
(للحلم أوقات وللجهل مثلها ولكني ايامي الى الحلم اقرب).
وبدأ اللواء حمدان عبد القادر في الحوار الذي اجراه التلفزيون القومي معه بمناسبة العيد السبعين للقوات المسلحة ،بدأ اللواء حمدان مرتاح النفس منشرح الصدر ،لان سياسة التمريرات القصيرة قد اتت اكلها وكان هذا الإلتفاف الشعبي الكبير الذي رايناه حول القوات المسلحة ،وحوله ،في ختام كل حفل لمعسكرات الكرامة ولكل برنامج من بعد ذلك كان اللواء حمدان فيه حضورا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى